الوَجْهُ : معروف ، وسمي وجهًا لأن المواجهة تقع به في غالب الحال ، ومُسْتَقْبَلُ كلِّ شيءٍ وجهه ، والوُجْه الجانِبُ والناحِيَةُ ، ثم يستعار ذلك في كل ما يراد تقديمه على ما سواه ، فيقال : هذا وجه القوم ، وهذا وجه الرأي ...الخ
وذكر أهل التفسير أن الوجه في القرآن على خمسة أوجه :
أحدها : الوجه بعينه ، الوجه المعروف ومنه قوله تعالى في البقرة : { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }
و الثاني : الدين ومنه قوله تعالى في النساء : { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ }
" أي : أخلص دينه
و الثالث : الله عز وجل و رضاه ومنه قوله تعالى في الأنعام : { وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }
و الرابع : الأول و منه قوله تعالى في آل عمران : { آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ }
و الخامس : الحقيقة و منه قوله تعالى في المائدة : { ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ}
، أي على حقيقتها ...
والله اعلم/